الخميس، 17 أبريل 2014

الاسرة التاسعة عشرة 19 و الملك مرنبتاح

الأسرة التاسعة عشرة

انتقال الحكم من أيدي ملوك الأسرة الثامنة عشرة إلي ملوك السرة التاسعة عشرة
كان حور محب ، آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة بمثابة صمام الأمان لهذه الاسرة حيث أعاد للملكية المصرية هيبتها ، ونجح في وضع الأمور في  نصابها علي المستوي الداخلي ، واستعاد لمصر بعض من هيبتها في كل أرجاء الإمبراطورية التى أقامها أجداده بعرقهم وجهدهم .
وبوفاه حور محب تبدأ أسرة جديدة هي الأسرة التاسعة عشرة ، والتي تعرف مع الاسرة العشرين " بعصر الرعامسة " أي العصر الذي حكم فيه أحد عشر ملكا يحملون أسم " رعمسيس " اثنان منهم في عصر الأسرة التاسعة عشرة وتسع في الأسرة العشرين .
حيث انتقل إلي العرش أحد القادة العسكرين علي شاكله حور محب ، وهو الملك رمسيس الأول لذي شغل العديد من المواقع من بينها وزير الوجه القلبي .
وقد خرجت هذه الأسرة فيما يبدوا من منطقة صان الحجر " تاينس " بمحافظة الشرقية حاليا وهي التي أصبحت فيما بعد عاصمة الاسرة الحادية والعشرين ، ولهذا نراهم يبدون اهتماما خاصا بهذه المنطقة .

أسماء مرنبتاح




1-  لقب الميلاد : ( حتب ـ حر ـ ماعت ) ( مر ـ ن ـ بتاح ) .
السلام علي ماعت ، المحبوب لبتاح .
2- لقب التتويج : ( با ـ ن ـ أمون ـ مري ـ رع ) " كبش آمون ، محبوب رع " .



الملك مرنبتاح

اعتلي العرش دون ان يواجه أي مشاكل علي ما يبدو ، إذا تم اختياره من قبل أبيه ، وهو لا يزال علي قيد  الحياة ولم يكن سوي ابنه الثالث عشر الذي رزق به من زوجته الملكة " إيزيس نفرت " التي انجبت له ثلاثة أولاد من قبله .
واستمر حكمه أقل من عشر سنوات ، ورزق من زوجته التي كانت تحمل هي أيضا أسم " إيزيس نفرت " ابنا يدعي سيتي مرنبتاح ، سوف يصبح فيما بعد الملك سيتي الثاني .
وأبقي مرنبتاح " بررعمسيس " عاصمة لمصر كما كانت ، ولكن مكانة مدينة منف تعاظمت في عهده إذ شيد فيها قصرا ، ثم معبدا كرسه لإقامة شعائرة الجنائزية ، وبدأ العمل في معبد للإله بتاح .
وعثر علي الآثار لنشاطة في ميناء هليوبوليس وفي هرموبوليس حيث استكمل علي الأرجح ، المعبد الذي بدأ رمسيس الثاني في تشييده .
وفي بلدة السرايرية " الواقعة شمال المينا " أقام معبدا منحوتا في الصخر وكرسه للإلهة حاتحور " سيدة اللهبين المتأججين " كما أقام معبدا صخريا في جبل السلسلة .
وربما شيد معبدا في دير المدينة ، ولكنه اغتصب علي كل حال " أوزيريون " أبيدوس والمعبد الذي خصصه " منتوحتب الثاني " لحاتحور في دندرة كما شيد معبدا جنائزيا بمواد البناء المختلفة عن هدم أمنحوتب الثالث في طيبة واخيرا وليس أخرا ، دفن في وادي الملوك ( var8 ) .
ترتبط أبرز أحداث عهده بالسياسة الخارجية ، فقد ظل مرنبتاح يتمتع في آسيا بنتائج المعاهدة التي عقدها رمسيس الثاني في العام الحادي والعشرين من حمكه بين مصر والحيثين ، بل انه أمد هؤلاء الحيثيين بالقمح عندما أصابتهم المجاعة .
واستقرت الحدود بين الإمبراطورتين عند خط يمتد من دمشق إلي بيلبوس واحتفظت مصر بحاميتها من مناطق سوريا وفلسطين ، ومع ذلك فقد اضطر


مرنبتاح ان يجرد حملة ضد عسقلان وجزر وإسرائيل كما سحق تمردا في كوش .
ويبدوا أن الليبين القاطنين في " مرماريكا " كانوا وراء هذا التمرد ، فقد بدأت ليبيا تلعب دورا متزايد التأثير علي الأحداث الجارية في البحر المتوسط ، وسبق أن اضطر رمسيس الثاني إلي التصدي لمحاولات الشرادنا ، فأقام غرب سلسلة من التحصينات كانت هذه الشعوب القادمة وصلت قبل قرن من الزمن إلي أرض التحنو مع غيرها من الشعوب القادمة عبر المتوسط بعد أن دفعتها إلي الجنوب ( الهجرات الهند وأوروبية ) ، ومنها شعب " الليبو " الذي اشتق منه اسم ليببا الحالي وغيرهم وأطلق المصريون علي هذه الجماعات البشرية اسما نوعيا واحدا شملها جميعا وهو " شعوب البحر " وحاول تحالف من هذه الشعوب الإغارة علي مصر في أواخر السنة الخامسة من حكم مرنبتاح وباغت هجوم المصريين الذين تأخر ردهم شهرا من الزمن ، ولكنهم تمكنوا من صدهم ودحرهم وقتلوا منهم ستة آلاف مقاتل وأسروا منهم ستة آلاف جندي .
وتدل ضخامة هذه الأرقام علي أهمية هذا الصدام الذي كان مجرد محاولة أولي فحسب ، إذ سوف تزحف موجه الهجوم الثانية بعد عشرين سنة في عهد رمسيس الثالث .
وسار الغموض السنوات الخمسة عشرة الأخيرة من الأسرة التاسعة عشرة ، وبوفاة مرنبتاح تفجرت أزمة وراثة العرش ، وكان ذلك متوقعا بالنظر إلي طول مدة حكم رمسيس الثاني فوفاة أولياء العهد تباعا واختيار " مرنبتاح " لتولي السلطة رغم ترتيبه الثالث عشر ، كانا سببا في ما احتدم من صراع بين أفراد الجيل اللاحق من العائلة المالكة الذين خرجوا من صلب رمسيس الثاني .
    
وهناك اراء اخرى تقول انه:
تولي الحكم بعد وفاة أبيه في ظل ظروف خارجية غير مواتيه ، والمتمثلة في تحركات هجرات الشعوب الهند وأوربية التي أحدثت حالة من الفوضي والاضطراب وكان علي مرنبتاح أن يتعامل بحسم مع هذه الهجرات ومع الولايات التابعة لمصر والتي تفكر في الخروج علي طاعتها .
وتحكي لنا لوحة إسرائيل ( وهي لوحة من حجر الجرانيت كانت قائمة أصلا في معبد أمنحتب الثالث في غرب الأقصر والذي لم يتق منه سوي تمثالا ممنون ، وقد نتقلت هذه اللوحة إلي معبد مرنبتاح حيث نقش علي ظهرها نص يتحدث عن انتصارات الجيش المصري علي بعض ولايات فلسطين ، والتي من بينها ولاية إسرائيل التي يرد ذكرها لأول ولآخر مرة في التاريخ المصري القديم اخبار حروبه في آسيا وحملته علي ليبيا .
وليس من شك في أن أشهر معارك مرنبتاح هى تلك التي واجه فيها هجوم هجرات الشعوب الهند وأوربية تحت إمرة زعيم ليبيا وذلك في مكان ما في غرب الدلتا ، وانتهت المعركة لصالح الجيش المصري .
وقبل أن ننهي حديثنا عن مرنبتاح نود الإشارة إلي محاولات البعض الربط بين هذا الملك وبين خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة سيدنا موسي عليه السلام ، اعتمادا علي ورود أسم إسرائيل علي اللوحة السابق ذكرها والواقع أن اسرائيل التي ورد ذكرها علي اللوحة ، هي قبيلة كغيرها من القبائل التي استقرت في فلسطين منذ قرون ، وكانت خاضعة للحكم المصري ، وعندها ثارت كغيرها من القبائل قام مرنبتاح بتأديبها ، أي أن الأمر يخص قبيلة كائنة علي أرض فلسطين ولا يخص بني إسرائيل الذي خرجوا من مصر والذين لا نعرف علي وجه اليقين حتى الآن في عهد من خرجوا ، وغدا كان البعض قد ربط حادث الخروج باسم الملك رمسيس الثاني فإن الأمر لا يعدو أكثر من مجرد افتراض اعتمد فيه أصحابه علي كون رمسيس الثاني هو صاحب كل الأحداث البارزة ، وليس هناك من أدلة أثرية أو نصية تشير إلي ذلك .     








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق