الخميس، 17 أبريل 2014

مقبرة مرنبتاح

مقبرة مرنبتاح ( رقم 8 )




أمر بنحت مقبرته في صخر الجبل في وادي الملوك علي محور واحد من الشرق إلي الغرب بطول 110 م ، ويبدو أن المقبرة قد نهبت بعد موته بفترة ، إذ كشف لوريه عام 1898 عن مومياء مرنبتاح ضمن المومياوات الملكية التي كانت مخبأة داخل مقبرة امنحتب الثاني وذلك بعد أن تحقق من البطاقة المثبتة عليها .
وقد توصل ( لبسيوس ) إلي المقبرة ودخل فيها حتى وصل إلي الحجر E ولكنه لم يستطع أن يصل إلي أكثر من ذلك بسبب كثرة ما بداخلها من رديم وقد بدأ كارتر عام 1903 في تنظيف المقبرة حتى وصل إلي حجرة الدفن .  

الوصف الداخلي للمقبرة












وقد نظفت مقبرة هذا الفرعون في أوائل القرن العشرين علي يد العالم الأثري " كارتر " وقد كشف عن غطاء تابوته تحت التراب في حجرة الدفن وهو الآن ظاهر للعيان في مكانه الأصلي .
وقد حفر قبرة في أعماق الصخر إلي مسافة بعيدة ، ويشاهد علي عتب الباب قرص الشمس وفيه الجعران الذي يمثل الشمس عند الفجر ، وصورة إنسان في هيئة كبش يمثل الشمس عند المغيب ، كما تشاهد الإلهات " إيزيس " و " نفتيس " كل منهما علي جانب من جانبي الباب .
وبعد ذلك يهبط الإنسان في ممر منحدر انحدارا عظيما ، ويري علي اليسار منظر ملون جميل يمثل الفرعون يتبعد للإله " رع ـ حور ـ آختي ) وبعد ذلك بقليل نقشت ثلاثة أسطر عمودية تحتوي علي عنوان كتاب مديح " رع " الذي كتب علي هذا الجدار كاملا ، وبقيته علي الجدار المقابل ، وبعد ذلك تشاهد صورة رمزية لقرص الشمس يمر بين الفقين .









وفي القسم الثاني:

من الممر يشاهد علي اليسار صورة الإلهة إيزيس راكعة وبالقرب منها صورة ابن آوي ( أنوبيس ) إله الجبانة ، وتحدث الفرعون بأنها تمد حمايتها عليه ، وتمنح خيشومية النفس ، وعلي الجهة المقابلة علي الجدار منظر مماثل للسابق ، تأخذ فيه الإلهة " نفتيس " مكان إيزيس .

وفي الممر الثالث:

نشاهد علي اليمين صورة جميلة لسفينة الشمس تخترق العالم السفلي يجرها الآلهة ، وعلي الجدار المقابل نشاهد سفينة الشمس ثانية ، وفيها يقف الإلهان حورس وست ، ومن ثم نعلم أن الإله " ست " في هذا العهد كان إلها طيبا لا اله الشر كما هو معروف عنه .



وبعد ذلك يلتوي الممر ويؤدي إلي حجرة:

مثل علي جدرانها ملائكة وآلهة من عالم الاخرة ، فنشاهد علي اليسارعند نهاية هذه الحجرة صورة الإله " انوبيس " يقف أمامه اثنان من الملائكة الذين يخدمون " أوزير " وعلي الجانب المقابل صورة حورس حامي والدته ، وأمامه الملكان والآخران وغير الإنسان بعد ذلك في حجرة يستند سقفها علي عمودين وشمال الإنسان مباشرة يشاهد الفرعون أمام " أوزير " وفوق الجدار المتصل بذلك تلاحظ قطعة من الظران نائية من            
السقف لم يهتم العمال بإزالتها ، والحجرة التي علي اليمين لم تتم بعد ، ثم نصل بعد ذلك بواسطة السلم إلي الحجرة التي فيها غطاء التابوت العظيم المصنوع من الجرانيت ، والظاهر أن هذا الغطاء لم ينقل من مكانه إلي حجرة الدفن بل ترك حيث هو لصعوبه نقله .











وبعد ذلك يمر الإنسان في ممر إلي قاعة الدفن المهدمة:

وكان سقفها المقبب محمولا علي ثمانية أعمدة محطم معظمها الآن .
والمناظر التي علي جدران هذه الحجرة قد عبث بها كثيرا ، ولكن الشئ الذي يلفت النظر فيها بصفة خاصة هو غطاء التابوت الداخلي الذي لا يزال موضوعا في مكانه الأصلي ، فقد كانت مومياء الفرعون موضوعة في تابوت من الخشب وكان هذا التابوت داخل تابوت من الجرانيت لم يبق منه إلا الغطاء ، وقد كان المقصود من ذلك وضع هذا التابوت في آخر ، لا يزال غطاؤه يري في مكانه الأصلي في حجرة اخرى كما اسلفنا وتدل شواهد الأحوال علي أنه لم يكن لدي العمال ما يكفي من الوقت للقيام بهذا العمل .
فلدينا قطعتان من الأوستراكا عثر عليهما في وادي الملوك نقش عليهما متون خاصة بقبر هذا الفرعون ، والاستعدادات التي اتخذت لتجهيزه في السنة السابعة من حكمه ، اي السنة التي توفي بعدها الفرعون علي حسب بعض الأقوال ، وقد كتبت كل منها علي الوجهين غير أنه مما يؤسف له ضياع الجزء الأول من أسطر إحداها من الوجه ونهاية الأسطر من الظهر ، وقد أرضت بالسنة السابعة الشهر الرابع من حكم مرنبتاح ومما تبقي من نقوش هذه الأوستراكا نعرف بعض أسما المؤلفين الذين كانت لهم علاقة بإنشاء هذا القبر ، ونخص بالذكر منهم " بانحسي " الوزير و" ثاي " مدير المالية .

    أما بالنسبة لغطاء التابوت الذي وجد فى حجرة الدفن ، فإنه يعد من أجمل الآثار التي عثر عليها للفراعنة فى هذا العهد على هيئة طغراء ( خرطوش ) وعلى هذا الخرطوش سرير " كوفية " على رأسة يحليها الصل الملكي وذراعاه مطويتان على صدره . أما الجزء الأسفل من الجسم فعلى شكل مومياء مزملة بالكتان وقد رسم عند رأسة الإلهة " نفتيس " راكعة على علامة الذهب بجناحين مبسوطتين ، وعلى كلا جانبى رأس الفرعون صورة الإلهة " ماعت " وعلى بطنه إلهة تحمل قرصين، وفى أسفله قاربان للإله " حورس " وبجانب ذلك نجد عدة مناظر ونقوش دينية تشغل سطح الغطاء كله وقد كرر فيها ألقاب الملك ، ويبلغ طول هذا الغطاء حوالى خمسة وعشرين سنتيمترا وثلاثة أمتار ، وعرضه حوالي متر ونصف وارتفاعة نحو متر ، وقد عثر فى البقايا التي وجدت فى حجرة الدفن على أجزاء من أواني أحشاء مصنوعة من المرمر ، وكذلك على بعض أجزاء من التماثيل .
وقد عثر اللورد " كارنر فون " و" كارتر " بالقرب من مدخل هذه المقبرة على أواني هامة من المرمر ذات حجم كبير عليها أسم مرنبتاح ، وقد كتب عليها كثير من أسماء محتوياته.
أما عن وصف " جيمس بيكي " لهذه المقبرة فيقول : ( هذه مقبرة أخرى من المقابر المضاءة التي تستحق الزيارة وبخاصة لرؤية الغطاء المصنوع من الجرانيت الوردي الجميل للتابوت الداخلي الذي ظهر عندما نظفت المقبرة مما كان بها من رديم .



















والمعروف أن مرنبتاح الذي خلف والده رمسيس الثاني حوالى عام 1233 ق.م  لم يكن أحسن حظا منه ، فقد أعيد دفن مومياؤه فى مقبرة أمنحتب الثاني حيث وضعت بطريق الخطأ فى تابوت وعند اكتشافها عام 1898 م أمكن معرفة الخطأ وتصحيحه بواسطة البطاقات الموجودة على لفائف المومياء .
وكان مركز مرنبتاح كفرعون الخروج قد اهتز بسبب كشف لوحة النصر عام 1896م وبذلك لم يكن كشف مومياؤه صدمة لهؤلاء الذين كانوا يعتقدون دون سند بأنه غرق فى البحر الأحمر كما كان يمكن أن يكون لو لم يعثر على اللوحة .
أما عن وصف المقبرة فيقول : بأعلى المدخل نرى المنظر المألوف الذي يمثل الأشكال الثلاثة للشمس ، وهي قرص ( الإله رع ) ، والجعل (_الإله خبر ) ، وصورة أتوم الممثل برأس كبش وبداخل هذا المنظر نرى إيزيس ونفتيس يتعبدان لهذا الرمز الثلاثي.
والى الجهة اليسرى داخل الباب مباشرة هناك منظر جميل ملون يمثل مرنبتاح أمام الإله "رع حور آختي" .وهو منظر كاف فى حد ذاته للتدليل على أن الفن لم يضمحل منذ أيام سيتي الأول جد الملك .
ويزين الممر نصوص من كتاب صلوات رع ومنظر رمزي يظهر قرص الشمس مارا بين الأفقين .
وفى نهاية الممر الثاني يواجهنا عند الدخول منظر يمثل " إيزيس " مع " أنوبيس " الى اليسار ، ومنظر آخر لنفتيس على اليمين . وفي الممر الثالث رسوم لمركب الشمس وهي تبحر فى العالم السفلى ، فى المنظر الأيسر نلاحظ وجود الإله ست فى مركب الشمس مع حورس . فحتى ذلك الوقت لم يكن " ست " قد نبذ واعتبر مساويا للشيطان ، وأن استعمال اسم سيتى لملكين من ملوك الأسرة التاسعة عشرة لدليل على أنه كان لا يزال يتمتع بالرعاية .
وفى الحجرة التي ندخلها بعد ذلك من الممر نواجه رسمين أحدهما على اليسار ويمثل أنوبيس وأمامة اثنان ممن يدعون أولاد حورس، أما الرسم الأخر الى اليمين فهو لحورس ظهير أمة مع الإثنين الأخرين من أولاد حورس .
والحجرة التالية التي نصل إليها بواسطة دهليز قصير به عمودان مربعان ويرى مباشرة إلى اليسار عندما ندخل ـ الملك فى جضرة أوزيريس وإلى اليسار أيضا نجد كتلة من الظران بارزة من السقف مما يبين لنا الصعوبات التي كان يلقاها العمال غالبا للوصول إلى الصخر الذي يناسب السطح المطلوب للمناظر والزخارف الأخرى . ومن هذه الحجرة يوجد سلم هابط ، وعلى اليمين حجرة بها عمودان مربعان تنفتح من الحجرة التي تقف عليها ، وهذه الحجرة الأخيرة لم يكمل عملها بعد
وعندما تنزل من درجات السلم ندخل إلى ممرأخر يصل بنا الى حجرة بها الغطاء الكبير للتابوت الخارجي ويبدو أن العمال قد صادفوا صعوبات فى نقل هذه الكتلة الكبيرة من الجرانيت إلى حجرة الدفن فتركوها حيث توجد الأن .
وهناك احتمال أخر وهو أن هذا التابوت كان مستعملا فعلا إلا أنه فى عهد تال استخرج لاستعماله كما استعمل غطاء تابوت أخر فى مقبرة الملك " بسوسنس " بصان الحجر ثم هجر لثقل وزنه .
ويوجد ممر آخر يصل بنا الى حجرة الدفن التي أصابها الكثير من الدمار والتي يرتكز سقفها المقوس على ثمانية أعمدة مهدمة .
وأجمل ما فى هذه الحجرة الغطاء الجميل للتابوت الخارجي ، وهو مصنوع من الجرانيت الوردي على شكل خرطوش نحت فوق شكل الملك كأنه يستريح على سرير .
أما باقي التابوت فقد تحطم ، ولكن هذا الشكل فى حد ذاته كاف على نوع الفن فى عصر الإمبراطورية المتأخر .
أما باقي الحجرات فليس من السهل الوصول إليها. 
ويضيف " سيد توفيق " الى ما سبق فى كتابة ( الأقصر ) قائلا :
أمر مرنبتاح بنحت مقبرته فى صخر الجبل فى وادي الملوك على محور واحد من الشرق الى الغرب بطول 110 متر ، ويبدو أن المقبرة قد نهبت بعد موته بفترة ، إذ كشف لورية عام 1898 عن مومياء مرنبتاح ضمن المومياوات الملكية التي كانت مخبأة داخل مقبرة أمنحتب الثاني ، وقد توصل لبسيوس LEPSIUS  الى المقبرة ودخل فيها حتي الحجرة الجانبية فى منتصف الممر ولكنه لم يستطيع أن يصل إلى أكثر من ذلك بسبب كثرة ما بداخلها من رديم وقد بدأ كارتر CARTER عام 1903 فى تنظيف المقبرة حتى وصل الى حجرة الدفن .
نشاهد بعد ذلك بأعلى المدخل على العتب العلوي المنظر المألوف الذي يصور قرص الشمس ممثلا للإله رع وبداخلة كلا من الجعل وصورة إنسان برأس كبش تمثل الإله آتوم وتتعبد كل من الآلهة نفتيس راكعة على اليمين وإيزيس على اليسار لهذا الثالوث المقدس .
ونلاحظ فى العتب العلوي Architrave للممر منظريمثل الإله حح راكعا على اليسار وحاتحور راكعة على اليمين وتقدم اللإلهتان التحية " نيني " للإله حح.
وتصور المناظر التي على يسار الداخل للممر الأول الملك مرنبتاح أمام رع حور آختي ثم نصوصا خاصة بمديح إله الشمس رع ومنظرا يمثل القرص بين ثعبان وتمساح .
نهبط بعد ذلك فى ممر منحدر فنشاهد قرص الشمس المجنح وتتابع أناشيد المديح الخاصة بالإله رع .
وقد سجل على هذه الجدران مناظر لبعض الألهة تصعد بعض الدرجات ثم الفصل الثانى على الجدار الأيسر والفصل الثالث على الجدار الأيمن من كتاب البوابات ( BOOK OF THE GATES ).
كذلك هناك مناظر ونصوص من كتاب " امى دوات" فنشاهد على اليسار مناظر الساعة الرابعة ونشاهد الإله أنوبيس وأسفله نفتيس ، ويتميز سقف هذا الممر بالمناظر الفلكية .
نصل بعد ذلك الى الممر الثاني ، وقد سجلت على جدرانه نصوص ومناظر من كتاب "أمي دوات " وتمثل الساعة الرابعة والخامسة .
وندخل بعد ذلك الى قاعة ، فنشاهد فى الجزء الأمامي نصوص ومناظرالساعة العاشرة والحادية عشرة من كتاب "امى دوات" ونرى على الجدار الأيسر منظرا يمثل الإله أوزير نننفر أوثم اثنين من ابناء حورس الأربعة ثم نشاهد على الجدار الأيمن نفس المناظر بالتقريب ولكن الكاهن " أيون موت أف " حل محل الإله أنوبيس .
ندخل بعد ذلك إلى صالة يحمل سقفها أربعة أعمدة على صفين وقد زينت الوجهات الأربعة بمناظر تمثل الملك فى علاقاته المختلفة مع كل من أوزير ، بتاح ، رع ، أوزير برأس كبش ، رع حور آختي ، ثم أنوبيس .
وتتميز هذه الصالة بمدخل فى جدارها الشمالى يوصل إلى غرفة ذات عمودين تتميز بمشكاة فى الجانب الغربي منها وهذه الصالة ذات العمودان بها مناظر تمثل أبناء حورس الأربعة . فنشاهد على اليسار " امستي " و" دواموت " ثم  الإلهة ايزيس ونرى على اليمين"حعبى" و "قبح سنو اف"ثم الالهة نفتيس.  أما الجدار الخلفي فعلية منظر يمثل الإله أوزير جالسا .
وإذا عدنا للصالة السابقة التي يتوسطها منحدر يوصل ذلك الى ممر آخر ، ويتميز العتب العلوي للقاعة بمنظر للإلهة ماعت ابنه رع جالسة مجنحة. أما النصف الأيسر لهذه الصالة فيوجد عليها مناظر تمثل الفصول الثالث والرابع والخامس من كتاب البوابات (THE GATES )  ثم منظر شعوب البشر الأربعة وبعد ذلك نشاهد مرنبتاح يقدم تمثال الألهة ماعت والنبيذ للأله أوزير .
نصل بعد ذلك الى حجرة التابوت المصنوع من الجرانيت الوردي ، وطول هذا التابوت حوالى 4.09 متر وعرضة 2.20 متر وارتفاعه 75سم وهو منقوش بنصوص من كتاب البوابات وكتاب " امي دوات " .
نتجه بعد ذلك الى ممر ومنه ننزل إلى حجرة الدفن وهي مهدمة ولها سقف مقبي يتميز بمناظره الفلكية كما يوجد أربع غرف جانبية صغيرة ، غرفتان على كل جانب وفى نهايتها درج يهبط الى حجرة مستطيلة بها ثلاث مداخل توصل الى ثلاث حجرات على يمين ويسار وأمام الداخل .
ويحمل سقف هذه الغرقة صفان من الأعمدة ، كل صف به أربعة أعمدة ، أما عن شكل غطاء التابوت ، فهو على شكل الخرطوش الملكي بطول 3.45 متر وعرضه 1.5 متر وارتفاعه 47 سم وله سقف مقبي عليه شكل منحوت بشكل تمثال أوزيري للملك مرنبتاح ، لابسا النمس فوق رأسه ,الكوبرا على جبهته والذقن الملكية المستعارة ، كما نقشت صورة الإلهة إ يزيس مجنحة راكعة عند الرأس والإلهة نفتيس مجنحة راكعة الشكل عند القدمين  وذلك لحماية جثمان الملك. كما نشاهد على جدران غرفة الدفن بقايا نصوص ومناظر الفصل الثامن من كتاب البوابات.










هناك تعليق واحد: