الخميس، 17 أبريل 2014

مدينة الاقصر

الأقصر


أكثر مناطق الآثار في مصر ثراء وفخامة وأشهرها علي المستوين المحلي والعالمي ، كانت تعرف في النصوص المصرية بـ " تا إبت " أي " الحرم " ثم أصبحت في اليونانية " تيباي " ثيباي ثم طيبة في العربية .
أما أسم الأقصر فهو الأسم الذي أطلقه العرب عليها عندما بهروا بمعابدها وتصوروا أنها قصور .
كانت طيبة إحدي قري اربع تتبع إقليم " واست " وهو الإقليم الرابع من أقاليم مصر العليا ، أما القري الثلاث فهي أرمنت والطود والميدامود .
أصبحت طيبة بحكم موقعها المتميز عاصمة للإقليم ، وكان إلهها الرئيسى آمون ومعه عضوي الثالوث موت و خونسو .
هي المدينة ذات المائة باب والتي يشار إليها أحيانا بالمدينة الجنوبية تمييزا لها عن منف واحيانا بـ " إيون الجنوبية " تمييزا لها عن هيلوبوليس .



تضرب طيبة بجذورها في عمق التاريخ المصري ، ففي غربها عند هابو إنتهي المطاف برحلة ثامون الأشمونين ، ورغم أن مدينة أرمنت مركز عبارة الإله مونتو كانت قد تفوقت عليها نسبيا في الدولة القديمة إلا أنها سرعان ما استردت مكانتها لتلعب دورها البارز في عصر الإنتقال الأول ولتقود النضال ضد بيت إهناسيا ( إحدي مدن محافظة بني سويف ) من أجل إعادة الوحدة لأرض مصر .
وتنتصر طيبة ويصبح أحد قادتها الملك ( منتوحتب نب حبت رع ) رأس الأسرة الحادية عشرة ، وتصبح طيبة العاصمة السياسية والدينية لمصر كلها خلال عهد هذه الأسرة ، وبدأ نجم آمون يعلو بالتدريج لتعرف المدينة باسم " نيوت آمون " أي " مدينة آمون .
وعندما تعرضت مصر لمحنة الهكسوس ، قدر لبيت طيبة أن ينهض بمسئولية الدفاع عن أرض مصر وتحرير ترابها من دنس هذه الغزوة. وحمل الراية " سقنن رع " ومن بعده ابنه كامس ثم الإبن الثاني أحمس الذي نجح في طرد الهكسوس من مصر واصبح بطل التحرير .

ويوضع كامس علي راس الأسرة 18 ويعلو نجم طيبة لتصبح عاصمة مصر طوال الدولة الحديثة بل عاصمة الإمبراطورية المصرية وفي ظل الانتصارات العسكرية والرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي والإداري تزدهر العمارة والفنون ويتجلي الإبداع المصري علي أرض طيبة وفي كل مكان علي أرض مصر .
وتصبح طيبة قبلة العالم القديم كما هي الآن قبلة عشاق الحضارة المصرية ، وتنتشر العمائر في شرق طيبة ( مدينة الأحياء ) وفي غربها ( مدينة الأموان ) .
إذا كان صيت طيبة قد أصبح أقل ذيوعا في العصور المتأخرة سياسيا وعسكريا ، فقد ظلت لها هيبتها الدينية ، وظلت للأله آمون مكانته في كل أرجاء مصر طوال بقية العصر الفرعوني وطوال العصرين اليوناني والروماني .
وتقف عمائر هذه العصور شاهده علي ازدهار طيبة وخلودها وإذا كانت العوامل البشرية والبيئية قد سببت في ضياع الكثير من منشأت طيبة ، فإن ما تبقي منها يشيد بعظمة الإنسان المصري . 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق